الجمعة, نوفمبر 1

التصعيد يُنذر بانزلاقات أمنيّة واقتصاديّة خطيرة

 فادي عيد – الديار

كما كان متوقعاً، فإن التصعيد السياسي هو سمة المرحلة الراهنة وخصوصاً في هذا التوقيت بالذات، ربطاً بمغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا إلى الرابيه وما يطلقه من مواقف في الأيام الماضية، تزامناً مع معطيات تؤكد بأن الآتي سيكون أعظم خلال الأيام القليلة المقبلة، على حدّ قول مرجع سياسي مواكب، وذلك نظراً لما سيُقدم عليه الرئيس عون من خطوات، ممّا سيعيد خلط الأوراق على الساحة الداخلية على الأصعدة كافةً وتحديداً على صعيد الإستحقاق الرئاسي، بعدما أكد تمسّكه بترشيح صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، إلى رئاسة الجمهورية. واعتبر المرجع المواكب لمسار هذا الوضع بأن رئيس الجمهورية، يريد من خلال هذه المواقف، رفع سقف شروطه وتلقّي ضمانات من العهد الجديد وبمعنى آخر تحصين وضعية التيّار البرتقالي بعد انتهاء ولايته، وهو ما يتطلّب حملات تصعيدية يتقنها عون، انطلاقاً من تجارب سابقة منذ حقبة الثمانينات، ولكن الأجواء الدولية تتخوف ممّا يمكن ان يؤدي اليه التصعيد غير المسبوق في لبنان، حيث هناك ريبة لدى الفرنسيين من التصعيد، وبالتالي، قد يتدخل الرئيس إيمانويل ماكرون مع الأطراف اللبنانية لوقف هذه الحملات نظراً لخطورتها حيث من شانهأ أن تؤدي إلى فوضى في الشارع وإلى اهتزاز امني وعودة إلى الإنقسام الطائفي والمذهبي الذي ساد لبنان في مراحل معينة.

وأشار المرجع إلى أن الرئيس ماكرون، تلقى أكثر من اتصال من دوائر الفاتيكان على خلفية دفع الفرنسيين إلى الإسراع في إيجاد مخرج لحل المعضلة اللبنانية وانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، على اعتبار أن الفاتيكان لديه مسألتين أساسيتين تشكل له قلقاً وهواجس كثيرة بدءاً من عودة التوتر والإنقسام على الساحة المسيحية، إضافةً إلى أن ما يجري من اجتهادات دستورية وحملات، فذلك أيضاً، يشكّل قلقاً لدى عاصمة الكثلكة في العالم، لأن التعايش الإسلامي المسيحي يعتبر من المسلمات والثوابت لديه ربطاً بالذي سبق وحصل في سوريا والعراق وفلسطين من تهجيرٍ للمسيحيين.

لذلك فإن الفاتيكان يستعجل التسوية في لبنان قبل فوات الأوان وتدهور الاوضاع، لأن ما يجري قد يجرّ البلد إلى انزلاقات أمنية خطيرة فيما أوضاعه الإقتصادية والإجتماعية، تمرّ بظروف غير مسبوقة من الإنهيار والتردي.

من هذا المنطلق، رأى المرجع أن ما يحصل اليوم من سجال سياسي هو الأعنف قد يؤدي إلى فوضى عارمة، باعتبار ثمة من يسعى إلى إعادة تسويق تياره، بأنه ميثاقي له الأحقية في أن يكون له الدوروالموقع الرئاسي فيما أن اهتزاز لعبة التوازنات، سيطير البلد برمته، لأنه وفي حال أُفرغ البلد من كل مؤسساته على علاتها، سيتحول لبنان إلى أكثر من افغانستان وأخطر من العراق، بمعنى سيذهب إلى التفتيت والإنقسام دون أن يدري هؤلاء الذين يصعّدون، بأن ثمة حربا عالمية إقتصادية تجتاح أوروبا فكيف إذا تحولت إلى ميدانية وتوسّعت رقعتها، فماذا سيكون حينها مصير لبنان في هذا الحال، ولذا فإن التسوية قد تكون هي الحل للخروج من هذه الأزمات.

Leave A Reply